تأهل منتخب اسبانيا إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا بفوزه على منتخب ألمانيا بهدف دون مقابل في المباراة التي جرت مساء الأربعاء على ملعب "موزيس مابهيدا" في ديربان.
أحرز هدف الفوز كارليس بويول في الدقيقة 73، وستواجه اسبانيا يوم الأحد المقبل المنتخب الهولندي في المباراة النهائية على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبيرج.
وستكون هذه أول مواجهة بين اسبانيا وهولندا على الإطلاق في نهائيات كأس العالم، كما أن جنوب افريقيا ستشهد تتويج منتخب للمرة الأولى في تاريخه بالبطولة لأن اسبانيا وهولندا لم يسبق لهما الفوز بكأس العالم.
الشوط الأول
دفع مدرب ألمانيا يواكيم لوف منذ البداية بميروسلاف كلوزه كمهاجم صريح ومن خلفه سمير خضيرة وشفاينشتايجر وأوزيل و لوكاس بودولسكي.
أما مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي فقد اعتمد في الهجوم على الهداف دافيد فيا وخلفه تشافي هيرنانديز وبيدرو وبوسكيتس والونزو.
حصار دفاعي لبيدرو لاعب اسبانيا
تحركات لاعبي وسط وهجوم اسبانيا أزعجت كثيرا الدفاع الألماني
وقد انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين حيث وضح أن أهمية المباراة دفعت المدربين لمراقبة مفاتيح لعب كل فريق وتضييق المساحات.
ووضحت التكليفات الصارمة لمدافعي المنتخبين بمراقبة الهدافين ونجح جيروم بواتين وميرتيساكر وفريدريش في الجانب الألماني وبويول وبيكيه في الجانب الاسباني بدرجة كبيرة في اداء المهمة في الشوط الأول.
وبصفة عامة سيطر الاسبان على مجريات اللعب من خلال التحركات الواعية لبيدرو وتشافي ونجحوا كثيرا في الحد من خطورة مفاتيح لعب المنتخب الألماني، لكن الاسبان واجهوا صعوبات في انهاء الهجمات بنجاح أمام المنتخب الالماني الذي افتقد لسرعته المعتادة.
واحتاج المنتخب الاسباني بطل اوروبا إلى خمس دقائق فقط ليصنع أول فرصة أمام الدفاع الالماني المرتبك.
ومرر بيدرو الذي لعب في التشكيلة الأساسية بدلا من فرناندو توريس البعيد عن مستواه الكرة الى المهاجم فيا الذي تفوق على فردريتش مدافع المانيا لكنه لم يستطع وضع الكرة في مرمى الحارس مانويل نوير.
وفي ظل تراجع الالمان الذين خسروا نهائي كأس اوروبا 2008 أمام اسبانيا بالنتيجة ذاتها الى نصف ملعبهم واصل المنتخب الاسباني الضغط وسدد بويول بالرأس بعد كرة عرضية من اندريس انيستا من الجهة اليمنى لكنها حادت قليلا عن المرمى في الدقيقة 15.
وأطلق بيوتر تروتشوفسكي لاعب المانيا الذي لعب بدلا من توماس مولر الموقوف تسديدة أنقذها ببراعة الحارس الاسباني ايكر كاسياس.
الشوط الثاني
وبدأ الشوط الثاني بنشاط هجومي ملحوظ للمنتخب الاسباني، ووضح ان لاعبي اسبانيا لديهم تعليمات بالتسديد من خارج منطقة الجزاء.
وبالفعل سدد تشافي الونزو كرة قوية في الدقيقة 46 مرت بجوار القائم، تلتها كرة كرة من فيا في الدقيقة 54 مرت أيضا بجوار قائم الحارس الألماني نيوير.
وشهدت الدقيقة 58 أخطر فرصة لاسبانيا منذ بداية المبارة حيث تصدى نوير لكرة قوية لتعود إلى انييستا الذي توغل داخل منطقة الجزاء وأرسل كرة عرضية أرضية خطيرة لم يلحق بها فيا.
رأسية بويول حققت أول هدف لاسبانيا
هدف اسبانيا الأول جاء بعد سلسلة هجمات خطيرة
وفي الدقيقة 63 رفع تشافي الونز كرة عرضية خطيرة لم يلحق بها سيرجيو راموس بعد اشتراك مدافع ألماني معه لتضيع فرصة أخرة محققة من اسبانيا.
في الدقيقة 67 ينقذ الحارس الاسباني كاسياس مرماه من هجمة خطيرة رد بها الألمان على موجات الهجوم الاسبانية، حيث تصدى لتسديدة البديل كروس التي قابل لها كرة عرضية.
ترجم الاسبان سيطرتهم على مجريات اللعب في الشوط الثاني بإحراز هدف التقدم عندما حصلوا على ضربة ركنية رفعها تشافي وقابلها المدافع كارلوس بويول برأسية قوية سكنت شباك ألمانيا في الدقيقة 73.
أجرى مدرب اسبانيا تغييرا مفاجئا بإخراج فيا وإدخال مهاجم ليفربول فرناندو توريس في الدقيقة 81، وبدا أن مدرب اسبانيا أراد الدفع بلاعب سريع يستغل الاندفاع الهجومي لألمانيا في تنفيذ الهجمات المرتدة.
فرحة بهدف بويول
هدف بويول قاد اسبانيا إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخها
وفي الدقيقة 82 لاحت فرصة ذهبية للاسبان لتعزيز تقدمهم حيث تسلم بيدرو الكرة وهو منفرد تقريبا بالمرمى الألماني من منتصف الملعب وتقدم إلى داخل منطقة الجزاء وبدلا من تسديد الكرة في المرمى أو تمريرها إلى توريس فضل مراوغة مدافع ألماني لتضيع الكرة.
وحاول بودولسكي وشفاينشتايجر تدارك الموقف من خلال محاولات هجومية قوبلت بتكتل دفاعي اسباني وتألق من الحارس كاسياس.
ويتحرك ديفيد لام ويرسل كرة عرضية في الدقيقة 86 أبعدها دفاع اسبانيا، ومع مرور الوقت ازدادت ثقة الاسبان في انفسهم وواجهوا المحاولات الألمانية اليائسة بتنظيم دفاعي بقيادة بويول وبيكيه.
وفي الدقيقة 89 أنقذ المدافع الألماني فريدريش مرماه من انفراد محقق لتوريس، وتلى ذلك هجمة اخرى خطيرة قادها انييستا ودافيد سيلفا اللذين تناقلا الكرة بسهولة داخل منطقة جزاء ألمانيا.
وفي الدقائق الأخيرة ازدادت ثقة اللاعبين الاسبان في أنفسهم ونجحوا في الحفاظ على تقدمهم للتأهل بلادهم للمرة الأولى في تاريخها إلى نهائي كأس العالم.